طهران ... الضوء القاتم (Novel)
Description
صدرت عن دار الربيع العربي للنشر في القاهرة،
رواية "طهران.. الضوء القاتم"، للكاتب الإيراني أمير حسن جهلتن، وترجمة غسان سليم حمدان، وهي الرواية التى مُنعت من النشر لمدة عشرين عامًا. أحداث الرواية رواية "طهران.. الضوء القاتم"، نابعة من صميم الثقافة المحليَّة الإيرانية، ومُتكئة على خصوصية مدينة طهران، وتصوِّر الفساد الاجتماعي والنفاق الأخلاقي في إيران فى عهد الثورة ، وتستدعى التاريخ الإيراني بكل اخفاقاته ونجاحاته، وتمزج الواقعي بالمُتخيَّل، واللغة الفصحى بالدارجة، وبذلك تُعطي صورة حقيقيَّة للمُجتمع الإيرانى.
Reviews
يعد الأدباء من أكثر الناس عرضة للبطش والمنع والمصادرة فى حق أعمالهم في ظل هذا الحكم الديكتاتورى، ومن بين هؤلاء أمير حسن جهلتن، الذى منعت روايته "طهران: الضوء القاتم" أكثر من مرة من النشر، وكاد "جهلتن" يسجن بسببها، لولا هروبه إلى ألمانيا بمساعدة بعض الكتاب، بعد تعرضه لعدة محاولات اغتيال على يد المخابرات الإيرانية.
والرواية التى منعت من النشر لمدة عشرين عامًا، حتى استطاع كاتبها نشرها لأول مرة فى أوروبا، ترجمها للعربية غسان حمدان، صدرت للمرة الأولى عام 2014، ضمن إصدارات دار منشورات الربيع، وتظهر للمرة الأولى بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وتصور الرواية الفساد الاجتماعى والنفاق الأخلاقى لإيران فى عهد الثورة الخمينية، وتستدعى التاريخ الإيرانى بكل إخفاقاته ونجاحاته، على لسان طفل فى العاشرة من عمره، اسمه فرهاد، يتحدث عن واقعة اعتقال أخيه قاسم، وما صاحبها من مشاكل وتغييرات على صعيد الأسرة، وما تلاها من مشقات ومآسٍ، ينقل فرهاد أحاديث النسوة المحيطات به، يأخذ على عاتقه تظهير الصور الذهنية التى يلتقطها فى جلسات النساء، تلك التى تعكس واقع الحال قبل الاعتقال وبعده، وكيف أن كل مرحلة تلقى بظلالها على الشخصيات والأمكنة.
والكاتب الإيراني أمير حسن جهلتن درس الهندسة الكهربائية فى جامعة العلوم والصناعة فى طهران، روايته «طهران.. الضوء القاتم» هى الأولى له بعد مجموعتين قصصيتين نشرهما أثناء دراسته الجامعية، له أعمال عدة منها: «قاعة المرايا» 1991، «نبات المحبة» 1999، «عشق وسيدة لم تكتمل» 2000، «طهران مدينة بلا سماء» 2001، ونشر «طهران، شارع الثورة»، «قتل الأميركان فى طهران» 2009 خارج البلاد. رشحت روايته «فجر إيرانى» 2005 لنيل جائزة الدورة الرابعة والعشرين للرواية الإيرانية إلا أنه أعلن سحب ترشيحه لمعارضته سياسات وزارة الثقافة والإرشاد.
//إ.م
يلفت الإيرانيّ أمير حسن جهلتن في روايته «طهران.. الضوء القاتم»، (ترجمة غسان حمدان، دار الربيع العربي، القاهرة 2014) الأنظار إلى ممارسات قمعيّة كانت وما زالت تجري في إيران، سواء في ظلّ الشاه أو في ظلّ الجمهورية بعيد الانقلاب على الشاه. ويبرز كيف أنّ الديكتاتوريّة غيّرت أشكالها وألوانها وحافظت على جوهر أفعالها المسيئة التي تستهدف المعارضين وتصفّيهم بشتّى السبل، دون مراعاة لأيّ حرمة أو قدسيّة أو حقوق.
يحكي جهلتن روايته - أوقفت من النشر طيلة عشرين سنة في إيران، وطبعت بعد ذلك خارج البلاد - على لسان طفل في العاشرة من عمره، اسمه فرهاد، يتحدّث عن واقعة اعتقال أخيه قاسم، وما صاحبها من مشاكل وتغييرات على صعيد الأسرة، وما تلاها من مشقّات ومآسٍ. ينقل فرهاد أحاديث النسوة المحيطات به، يأخذ على عاتقه تظهير الصور الذهنيّة التي يلتقطها في جلسات النساء، تلك التي تعكس واقع الحال قبل الاعتقال وبعده، وكيف أنّ كلّ مرحلة تلقي بظلالها على الشخصيّات والأمكنة.
يصف جلهتن قتامة الضوء الذي لاح في الأفق، يجمع بين نقيضين في مكان يشتمل على النقائض، ذلك أنّه يفترض بالضوء أن يكون مضيئاً لا قاتماً، لكنّ الممارسات التي تتمّ في العتمة تحجب الضوء، وتسبغ عليه صفة القتامة، وتخرجه عن مساره المفترض، لتضعه في خانة العداء للأمل والإنسان.
جهلتن الذي يعرف بدفاعه عن قضية المرأة وحقوقها في إيران اهتمّ بنقل صور معاناة المرأة الإيرانيّة، وتكون كتاباته نابعة من صميم الثقافة المحلية، ومتّكئة على خصوصيّة مدينة طهران التي تكون مسرح أحداث غالبية أعماله. ويكون راويه ناطقاً بأفكاره وحاملاً بذورها في مناجاته ومناقشاته وأحلامه. يرصد جهلتن من خلال راويه الطفل فرهاد تفاصيل الحارة الشعبيّة في طهران، حيث النساء غارقات في همومهنّ، ورازحات تحت أعباء الحياة ومتطلّبات الأولاد، ومع ذلك يعثرن على فرص للإبقاء على جذوة النمائم مستعرة، بحيث لا تهدأ الألسنة، ولا ترتاح إلا عبر تزجية الوقت بالحكايات والقصص حول هذه أو تلك، ثمّ تتغيّر الأحوال مع اعتقال قاسم، ويغدو مركز النمائم والأحاديث والآمال والآلام كلّها.
يبرز الراوي من خلال نقله ما يجري في الحارة شخصيّات الحارة ووجوهها التي تتبدّى في عراك في ما بينها وبين المتغيّرات المتسارعة، من تلك الشخصيات الفاعلة: «الخالة رباب، العمة بلقيس، الخالة أقدس، الخال حسين وزوجته، العم يحيى، المهندس أشتري وزوجته، السيد أسدي، كوكب.. وغيرهم».
يعاني الطفل السارد من كثرة أسباب البكاء، تلك التي تتقاطع لتشكّل نهراً جارفاً من الأسى والقهر، من الأسباب التي تدعوه للبكاء اختفاء أخيه قاسم، وجوم أمّه، تنهّد خالته أقدس من أعماق قلبها، وصغر سنّه وانعدام الحيلة والوسيلة لديه.
يرافق الطفل فرهاد أمّه في رحلة البحث عن قاسم على أبواب المسؤولين، يصف الاستعلاء من قبل أولئك الذين يشعرون بالتفوّق على المواطنين، وطريقة تعاملهم السيّئة مع الناس، وكيف أنّ بحثهم كان محكوماً بالفشل لأنّ مصير المعتقلين السياسيّين كان مجهولاً، وغالب الأحيان تتمّ تصفيتهم بحجج واتّهامات ملفّقة.
بعد يأس من عودة الابن المخطوف من قبل السلطات، تقع المفاجأة، يعود قاسم إلى بيت أهله، لكن بهيئة مختلفة تماماً، يعود صامتاً كئيباً بائساً، لا يستطيع تركيب جملة مفيدة، يحترف قتل الحمام، يوصَف بأنّه مجنون، ويغدو شغل أهل الحارة مرّة أخرى في حضوره كما كان في غيابه. تبثّ عودته الروح في من حوله، تحاول أمّه التكيّف مع وضعه الجديد، تواسي نفسها أنّه بهذه الهيئة أمام عينيها أفضل من غيابه القاهر عنها. وأنّها تحظى بنصف ابنها خير من أن تفقده كلّه.
يقع الصدام بين بعض أهل الحارة وأسرة قاسم، حين يشتكي أحد الجيران من وضع قاسم الذي يحرمهم النوم ويشكّل خطراً بجنونه عليهم، ما يؤدّي إلى اقتياد قاسم إلى مصحّ، وهناك تتمّ معالجته ببطء ليعود رويداً رويداً إلى حالة جيّدة، ويكون تقدّمه بطيئاً، لكن مؤمّلاً بالتغيير. يعود إلى فتاته كوكب التي تنتظره، وتضحّي من أجله، ويظلّ هو وفيّاً لها في كلّ أطواره.
يظلّ فرهاد حامل جذوة التغيير، ومبعث الضوء القادم، بعيداً عن قتامة الأيّام الحالكة وعتمتها وظلمها، وذلك حين يكلّفه أخوه قاسم في الفصل الأخير بمهمّة إحضار حقيبة تحوي أشياء مهمّة من أحد الأمكنة، وتكون تلك المهمّة بمثابة اختبار حقيقيّ للفتى، وتهيئة له لدخول عالم السياسة ومناهضة الديكتاتوريّة من باب العمل السرّيّ المنظّم. يشعر الفتى بأهمّيّته ودوره القادم، وتشكّل تلك المهمّة بداية الاقتراب من عالم أخيه قاسم، وكسب ثقته، والخروج من عالم النساء وقصصهنّ وندبهنّ المتجدّد طيلة الوقت.
يرسم الكاتب صورة اليساريّ المناهض للظلم والديكتاتوريّة لبطله قاسم الذي يكون شابّاً متنوّراً، يتفاءل بالتغيير وانتزاع الحرّيّة المستلبة، لكنّه لا يستطيع تحقيق حلمه، إذ يساق في ليلة مظلمة إلى سجن مجهول، ليصبح حسرة في قلب أمّه وأخيه ومحبوبته، ويحتلّ صدارة الاهتمام لدى أهل الحارة جميعهم.
يلقي جهلتن الأضواء على بعضٍ ممّا كان يمارس في السجون الإيرانيّة أيّام الشاه، والتي استمرّت في حكم السلطات الديكتاتوريّة التالية، من تصفيات للمعارضين بوسائل مختلفة تثير الاشمئزاز وتعبّر عن مدى صفاقة السجّانين وعنفهم العدوانيّ وحقدهم الفظيع. ويكون الضوء القاتم حاملاً لبعض الأمل رغم ما يغلّفه من تعتيم. ويظلّ مشتملاً على إشارات الضوء وإيحاءاته في المحصّلة.
أمير حسن جهلتن درس الهندسة الكهربائية في جامعة العلوم والصناعة في طهران، روايته «طهران.. الضوء القاتم» هي الأولى له بعد مجموعتين قصصيتين نشرهما أثناء دراسته الجامعيّة. له أعمال عدّة منها: «قاعة المرايا» 1991، «نبات المحبّة» 1999، «عشق وسيّدة لم تكتمل» 2000، «طهران مدينة بلا سماء» 2001، ونشر «طهران، شارع الثورة»، «قتل الأميركان في طهران» 2009 خارج البلاد. رشّحت روايته «فجر إيرانيّ» 2005 لنيل جائزة الدورة الرابعة والعشرين للرواية الإيرانيّة إلا أنّه أعلن سحب ترشيحه لمعارضته سياسات وزارة الثقافة والإرشاد.